أنا طالب جامعي أعاني في فصل الشتاء أخاف من الأمطار، فعندما بكون الجو غائما فأخاف أن أذهب إلى الجامعة وحدي.
وأيضا أخاف من الأماكن المزدحمة أحس أن نفسي قدانقطع
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
شكرا أخي الفاضل على تواصلك معنا وعلى ثقتك في موقعنا
خلال سردك لمشكلتك وبشكلٍ مختصر، اعتقد والله اعلم انك تعاني من نوع من أنواع القلق النفسي الخاص.
وهذا ليس بمرض عقلي أو مرض نفسي شديد، ويسمى بـالمخاوف الخاصة لأنها موجهة نحو ظواهر طبيعية معينة وهي الخوف من الرياح والأمطار والرعد والبرق.
وهذا أدى بك لاحقًا إلى مخاوف أخرى وهي الخوف من الأماكن المزدحمة وهذا يسمى في الطب النفسي برهاب آو خوف الساح.
هذا النوع من المخاوف الخاصة كما هو الحال في حالتك وهو الخوف من الأمطار قد يكون عائد أو بسبب حادثة حصلت لك وأنت في سن صغيرة من الخوف لصوت الرعد أو البرق.
ومن ثم اقترن هذا الخوف لديك وارتبط وتعمم بفصل الشتاء وأدى إلى الخوف من الأماكن المزدحمة أو الضيقة أو المتسعة، ويزداد هذا الخوف حين يكون الإنسان لوحده ودون رفقة مأمونة.
أخي الكريم أرجوك أن تعلم ما يلي:
أولا: عليك أن تحاول أن تغير من الأفكار الخاطئة حيال هذه المخاوف، بمعنى أن تجلس مع نفسك وتجري تحليلًا نفسيًا وان تحاول أن تخضع الأمور للمنطق والعقل، قل لنفسك: هذه ظواهر طبيعية وهذه تحدث في جميع أنحاء الدنيا بصفة يومية.
وكل الناس تلاحظ ذلك وتشاهد ذلك والناس لا يكترثون لها كثيرًا، فلماذا أنا أكترث ولماذا أنا أخاف؟ إذن عش هذه المواقف النفسية الداخلية واجر هذا التحليل يوميًا لمدة خمس عشرة إلى عشرين دقيقة، وإن شاء الله يجعلك هذا أكثر قبولًا لهذه الظاهرة.
ثانيًا: عليك أن تقرأ عن الأمطار والرعد والبرق، وهي من الظواهر التي تدل مثل بقية الأشياء على قدرة الله تعالى فهذا إن شاء الله يساعدك أيضًا، وإذا كانت هنالك مشاهد تليفزيونية أو أفلام مسجلة للأمطار ولصوت الرعد والبرق حاول أن تعرض نفسك أكثر ما يمكن لهذه الظواهر.
وان ألا تتجنبها؛ لأن هذا يؤدي إلى نوع من فك الارتباط الشرطي بأن يحصل لك نوع من التكيف والتواؤم مع هذه الظاهرة.
ثالثًا: يجب أن تعلم أن الأعراض التي تظهر عليك نتيجة هذه المخاوف هي أعراض مبالغ فيها ولن يحدث لك أي مكروه.
نعم أنت تحس بالقلق والخوف والضيقة والغصة والقبضة في الصدر وربما تسارع في ضربات القلب وربما يأتيك الشعور كأن مصيبة سوف تقع، هذا كله شعور فسيولوجي نفسي مبالغ فيه.
رابعًا: أرجوك أن لا تتردد في مراجعة استشاري طب نفسي في اقرب وقت ممكن لأنك بحاجة إلى تقييم وتحليل نفسي.
وأرجوك أن لا تيأس وان تكون مطمئنًا بأن هذه الحالة يمكن شفائها بإذن الله فهنالك العلاج السلوكي المعرفي كما ذكرت وكذلك العلاج الدوائي وهذا يتم تحت إشراف طبي نفسي.
ولها نتائج باهرة ويساعدك في التخلص من هذه المخاوف المرضية بإذن الله تعالى. نسأل الله لك التوفيق والسلامة.
الكاتب: د. محمد حمد الله الدباس
المصدر: موقع المستشار